الخميس، 17 سبتمبر 2020

خربشات نثرية/معروف صلاح أحمد

 من ديوان 

 خربشات نثرية

.......................

   ( الرسوم  )           

 لا نبقى على الأطلال

 ولا نبكي عليها أرطالا

من وخز صبابات انتحار

 لذكرى ضبابات حبيب بمنزل

 أو نقف ترهات لعرفان بمنظار

لم تعد الأطلال رسوما

 أو تتوهج ( للزوان ) أعطارا 

 لم يعد الخليل للخليل ولهانا

ولم يأسره عزف شجون المكان

ولا لحن السيف مردود

 في غمد أبطال الزمان قتال

 لا الشيح بالنعناع يعطر الشوفان

 ولا الشيخ حافظ ولا المريد يقظان   

   فالطلول لظى 

 وموت وعرعر وحرمان

 وأسلحة ودمار روبوت وجرزان

دون كتائب الرحمن شيطان

النمور والأسود قطعان

هنا شجيرة مقطوع عوارضها

ونخيلة قابعة مقصوص ضفائرها

في وسط خيمة الرفات

 لا جريد لها ولا صنوان

ماتت الأيائل والغزلان

صرنا بصيلة بين حواف السوااد

 وخطوط الرمال ردود ألوان 

في عيون المحال

الشطوط ما عادت تعرفنا

 ( كعيسى) بغواص وعوام

 وآثافة الأسافي ثالثة بلا أحجار

 فكيف تغزونا وتصليها النار ؟

الصوت رهيف وكئيب بين الأمطار

الصمتٌ رهيب وسخيف

 يقتلع كتل الأشجار 

يقتل ما بين التيار وذاك التيار

 لا يكتم أسرار سفين البان

 ريح الموت جديد هذا العام

 لا شعر ولا رسم ولا أنهار

 هجرتنا كل رموز الشمس

  في قيظ الأمصار

 ما عاد لنا جيران

كسر الألماس الجمان

 لم يتبق غير القهر

 وقهاوي قذى التجار

 وأذون خزانات السمسار

لا ركب ولا ريح ولا أستار

(لا موقد لا خيل ولا أخبار

رحل الركب ) عن العنوان

غاب النجم عن الأقمار

فزغ الجمع عن الثوار

فرغ الشهد عن الجمار

قرع الطبل نشيد الأحبار

(الشمس أجمل في بلادي

  من سواها ) 

 حين يرتحل الظلام

 هذا القتام كم قشعناه سويا

 بعهود ضجر وارتجال

 بفصوص نور واهتمام

 وكم قتلنا من الثعالب والذئاب       

 والبوم والحدأ والغربان  !!

 وكنا رجالا م زارنا امتهان

كم طهرنا نعيب الأرض من الديدان!!

 وزرعنا صنوف التبن بالتين والرمان 

 فانتهينا بمنفانا بين مقداد غيلان 

وانتشينا كغرباء وأفظاظ خلان

بين عيدان أغصان وأسنان أفنان

 هذا بكاء السماء نرفله بأحزان 

 فيهدنا صراخ عنقاء الأيامى

 كنسور ورخ وصقور وعقبان

 بزعزعة يقين وبهتان بستان

 وزحزحة ضمير وحط أركان

 وسدود أنهار وخلجان

 يهدهدنا أنين الثكالى كثعبان

 بتمزيق أثواب اليمام 

 وهدم قباب الحمام

 وهديل أسراب تيجان

 يرعبنا عويل القصارى

 يخجلنا نشيج الحيارى

 وبكارة نحيب الأطفال 

 وصراخ الأسارى ينادينا

كل عذاباتك يا وطني

ما صارت تؤلمني وتكفينا

لو عادت حفنة التراب للبيت

يحمحم حولها صهيل الخيل

برجرجة طهر وقرآن وإنسان.

.....................................

معروف صلاح أحمد 

شاعر الفردوس - القاهرة - مصر


سلال المطر/أبو أيهم النابلسي

 🚣‍♂️                سلال المطر

                                             أبو أيهم النابلسي       

  أيا قلب

  إني تورطت فيك حتى احترقت

  وما زلتَ يا قلب طفلاً

  يداعب وجه القمر

  تقيس الزمان شهيقاً شهيقا

  وتغفو  كما. أنَّةٍ في وتر

  صديق الفراشات صديق العصافير

  صديق الشجر


  أيا قلب

  مازلتَ تخفي جراحك تحت المرايا

  وتحرقك البسمات

  وحولك تنهار كل اللغات

  وتبقى الجراح وضوضاؤها

  تقيم بدون وضوء لديك الصلاة

  كأن اضطهادك في كل شئٍ

  صار  القضا  والقدر


  أيا قلب

  رفقاً فإن معظم خيباتنا ممّن نحب

  وممن رفعناهمُ  للسماء

  فوحدك لن تستطيع ترويض هذا الوباء

  وكبح جماح الخطر

  فكل حروقك داخل نبضك

  زادت أوارا

  وكل الخدوش التي سكنتك

  صارت حفر

  فكم وخزة تتمطّى ببابك

  كما يرقص الضوء بين عويل الرماد

  وصمت الحجر


  أيا قلب 

  من سكنوك ذات شتاءٍ

  بعثروا كل مافيك من أُمنيات

  حتى سلال المطر

  فجأة رحلوا

  بعد أن نثروا ملحهم في مآقي البصر

  تركوا خلفهم بقايا نهارٍ

  يلملم ما بعثروه

  يرتب كل الهواء الذي خنقوه

  ويجمع ما مزّقوا

  من صور

                                         أبو أيهم النابلسي


أخفيت حبك/ الحسن عباس مسعود

 أخفيت حُبَّك  

--------------

                           شعر الحسن عباس مسعود 

--------------

أخـفيت حـبك فـي الوجدان والمُقَلِ

وَظَـلْـتُ أرقـيـه بــالأوراد فــي مَـهَلِ


وكــلــمـا هـــجــع الــسُــمَّـارُ أبــعـثـُه

لـلـبدر يـلـثم مـهـد الـشـهد والـعـسل


غــرســتـه أيــكــة أرتــادهــا شــغـفـا

والـقلب يدنو من الأغصان في وجل


حـتـى جـعـلت لـهـا ســورا تـلـوذ بـه

أزاهــر الـعـشق مـن إحـباطها الـجلل


تـطـاير الـسـأم الـمـجنون فــي شـرر

بـالنفس مـن خـوفها دوامـة الـخجل


وكـلـما اسـتـبطَأتْ وصــلاً أقـول لـها

عـــلّ الـلـقـاء سـيـأتي الآن فـابـتهلي


عـلـقـته ألــقـا فـــي بــيـت قـافـيتي

فـأُلـهـمـت واحـــةَ الأوزان والـجـمـل


وإن قـصـدت قـصـيدا دون مـلهمتي

بـــدا الـقـريض نـسـيّا مـفـعمَ الـهـزل


تـسـتـرت قـصـتـي فــي كــل غـائـبة

حـتـى تـَجَـنَّبَ أهــلَ الـنقلِ والـجدلِ


لـم يعرف الحب والعشاق مثل هوى

جــعـلـتـه دونـــمــا نـــــد ولا مَــثَــل


فـمن وشـى بـالهوى حتى سمعت به

فـي سائر الأرض لا يألو على عجل؟


كـــل الـعـنـادل تــشـدو لـحـنه غَــرِدا

وتـقـتـفي الأثـــرَ الأطــيـارُ كـالـظـلل


أرى الــهُـزار عــلـى أيـــكٍ يـحـنُّ بــه

كــأنــه هــائــمٌ يــهـفـو إلـــى الـقُـبَـل


وإن بــدت مـن بـصيص الـنور أنـملةٌ

يـبـدى الـفـراشُ لـها لـونا مـن الـغزل


والـذكـريات هَـمَـتْ فــي كـل نـاحية

كـأنـهـا أُوْدِعَـــت أشـــواقَ مُـرْتَـحَلي


وكــــل مـــاء غــديـر فـــي تـرقـرقـه

يـهفو لـوجهك كـلَ الـشوق من قِبَلِي


وكـلـمـا نـسـمة مــرت عـلـى شـفـتي

تـرنـحت مـثـل مـشـي الـهائم الـثمل


والـبـحر فـي غـبطة صـار الـهدير بـه

سـهلا حـييا كـمن يـخشى مـن الـبلل


الـغـيد يـنـظرن فـي طـلّات مـختبئ

حــتـى تـبـينَ مـجـهولي ومُـحْـتَمَلي


فـلا تـلومي الـقوافي إن شـدوت بها

حــبـا تـنـاثـر فـــي الآفـــاق بــالأمـل


وإن بـــدا رائــعـا تـرنـو الـنـجوم لــه

فـما يـضير وهـل فـي ذاك من خلل؟


تـرنـمـت شــفـة الـعـشـاق فـانـتـبهت

كــل الـعـيون بـبطن الـسهل والـجبل


دعــي الـتـخوف مـمـا قـد يـكون بـه

ضـياع عـشق عـلى الـنسيان والـعلل


دشنت كل المني حتى اختفت وجلا

فـمـا وجـدت إلـى الإعـلان مـن بـدل


سبت فؤادي /رفا الأشعل

 سَبَتْ فؤادي


فراشة الرّوح إنّ الروح تعشقها

سبت فؤادي بسحرٍ في معانيها


مهما تجافي فظلّ الجفن مسكنها

نفسي من الحزن والأسقام تفديها


حسناء من الفردوس تأسرني

ببسمة تسكب الأنوار من فيها


وكم سقتني كؤوس الهمس تسكرني 

تُميتُ روحي إذا شاءت وتحييها 


لا أعرف النّوم .. بات الجرح يؤلمني 

يا من بوصلٍ جراح القلب تشفيها


تصبّ نارا على قلبي وفي كبدي 

يطغى هواها يكاد الرّوح يرديها 


والحبّ حرفٌ يَدُ الأقدار تكتبه 

ما باختياري دروب الحبّ أطويها


الشّوق فاض على الأوراق من قلمي 

أفني القوافي وسحر الحرف أهديها 


يا من هواها جلا ليلا من العدم 

هو الحياة وفي أبهى معانيها


                      بقلمي / رفا الأشعل 

                    على تفعيلات البسيط

                    تونس 09/17/2020


السبت، 12 سبتمبر 2020

مرايا النقد /ونص /نجلاء جميل

 معروف صلاح مع Jemana Almareabi  وآخرين

يسر إدارة جامعة لظى الضاد أن تقدم ذلك التكريم للأستاذة نجلاء جميل وتوثيق الدراسة النقدية نصها المتميز ( رمح في خاصرة الفؤاد) .

معروف صلاح أحمد


شاعر الفردوس يكتب :

 دراسة نقدية

لنص الشاعرة الفلسطينية/ 

نجلاء جميل 

( رمح في خاصرة الفؤاد )

......................................

**  رمحٌ في خاصرة الفؤاد ** 

______________

وشاية عاشق في القلب تبقى

                          لجرح نازف قد زاد عنداً

وأنكرتُ الكلام وقلت مهلا

                        أنا في العشق قد عانقت  عهداً

وأبقيت الرهان لديك عمراً

                       فخنتَ أمان روحي  ذاكّ عمداً

وأدميتَ الفؤاد بهجر نبضي

                      قتلت المهد في الأرواح زُهدا

فما لمت الهوى حيث التقاني

                    ولكن لمت في الأشواق  غمداً

هنا رمتُ الأماني فيك يأسا 

                            فلا حبي أثار إليك ودّاً

قبلت بقول من يرمي بجمر

                           بأني أحتفي  في اليم وردا

أخِلُّ الروح ترويه القلوب 

                           تروم  تجنيا فيه  و ردّا

أتشدو كالربيع بعطر زهر

                         وتبدو يا خليل القلب ندّا 

جروح قد غدت في النبض وشما

                   وفي صمت الغرام ظهرت عبدا

فلا بالهجر يزريني بعادٌ

                     وغدر أحبتي للروح بُردا

 حنايا قد بكت من نار حبّ 

                    أفي جوف الفؤاد وضعت حدا

جعلتك في حياتي زهو عطرٍ

                    وكنت النجم للأيام مجدا

فإن  أدميتني أضنيت عمري

                   ومن قهر  الظلام صنعت قيدا

شكوتك في الغرام إلى قضاة

                     فكان الرد أني زدت بُعدا

سئمت هواك ما أسليتُ طيفا 

                     فهبّت دمعتاي عليَّ سردا

فما بين الضلوع نقشت عمري 

                    لأرثو في غرام النفس رشدا

# نجلاء جميل#

فلسطين

** العنوان ** 

العنوان هو  البوابة الرئيسية ، والعتبة الأساسية التي ندلف منها للنص ، ولذلك له أهمية كبيرة بعلاقته بالنص ، فهو يكون خلاصة فكر القصيدة كلها وعسجدها ؛ ولذلك وضع النقاد له أصولا وقواعد منها : ألا يكون طويلا مملا فإذا سألك أحد عن قصيدة ما فمن المفترض أن تجيب باسمها بعنوانها ( كلمة أو كلمتين ، فتكون سهلة الحفظ والتداول والتناول بسبب يسر وسهولة ونطق وصغر حجم العنوان) ، فطول العنوان يضر بالقصيدة ، كما يضر طول العنوان برسالة الماجستير أو الدكتوراة ، و ويفضل ألا يكون قصيرا مخلا ،  فالقصر والإبهام خلل ويجعلنا نشط عن فحوى النص ، ونبعد عن مغزى القصيدة ، و من الجيد للعنوان ألا يكون كاشفا واضحا صريحا سافرا لمحتويات النص ، فكشف كل محتويات القصيدة من عنوانها يقتل النص ويقتل القصيدة ، بل يستحسن فيه التلميح لا التصريح الذي يؤدي إلى براعة الاستهلال ، والمروق والدخول منه للنص ،وأكبر دليل على هذا هو أكبر سورة بالقرآن (286) مائتان وست وثمانون آية ، فيها آية (المداينة أو الدين) صفحة كاملة ، هذه السورة عنوانها كلمة واحدة ( البقرة ) ، وعنوان قصيدة شاعرتنا ( رمح في خاصرة الفؤاد ) ، وإن كان طويل نسبيا أربع كلمات ( ثلاثة أسماء وحرف وليس به أو فيه فعل ) ، ولقد استخدمت فيه الشاعرة الخيال والتصوير ( فهل للفؤاد خاصرة ؟ )، فقد تخيلت الشاعرة الفؤاد إنسانا. وله خاصرة مطعونة برمح (وليس سهم أو سيف أو خنجر ) ؛ لأن الرمح طويل وثقيل وله سنان وله قناة ويغور في الطعن للأعماق ، وطعنه مهلك ومميت ولا نجاة منه ، وهذا الطعن دليل الخيانة  لأنه من الخلف وفي منطقة حساسة مؤذية، فتخيل لو كان العنوان فقط ( خاصرة الفؤاد ؟ ) لتسائل القاريء ما بها وكان مباشرة دخل للنص يقرأ ويعرف ماذا حدث لخاصرة الفؤاد وهذا يسمى براعة الاستهلال ، لكن العنوان قدم لنا وجبة دسمة قبل أن ندخل للقصيدة وهي أن خاصرة الفؤاد مطعونة برمح من الخلف دليل الخيانة .

** غرض النص وسبب مقولته **

 إن من يقرأ النص ، ويتعمق فيه ، سيجد منذ الوهلة الأولى ، منذ البيت الأول  ( وشاية عاشق في القلب تبقى **  بجرح نازف قد زاد عندا ) أن النص وليد تجربة ذاتية خاصة عن (  اللوم والعتاب والغدر والخيانة والوشاية) أرادت الشاعرة أن تحولها لتجربة ذاتية عامة يستفيد منها الناس ، ويعرفون قدر وقيمة الخيانة والغدر ، والسعاية والوشاية ، ونتائج ومردود ذلك على الفؤاد والنفس والذات ، وكمية الألم الذي يبقى في القلب من مرارة الحب الفاشل المبطن بالخيانة المطعون به الروح في خاصرة الفؤاد الذي يحول حياة الإنسان إلى مرارة ووجع وأنين .... ( فخنت أمان روحي لدي عمدا ) ،( أدميت الفؤاد بهجر نبض ) ،( قتلت المهد في الأرواح ) ،( قبلت بقول من يرمي بجمر ).

** شرح مجمل أحداث النص **

 الشاعرة تبدأ قصيدتها :

 ١- بتوكيد وبتقرير وبتعبير يجري مجرى الحكمة

( وشاية عاشق في القلب تبقى ) ، وما الذي يبقيها غير الجرح النازف الذي كل يوم يزداد ألما وعندا وغورا ويرتوي دما ..

٢- وفي البيت الثاني تقول الشاعرة  : إنها أنكرت الكلام ( كلام الوشاية ) وقالت لنفسها مهلا  .. 

لا تفضي هذا العلاقة المقدسة ، ولا تقتلي ذلك الحب الروحي فاصبري ؛ لأن الإخلاص من شيمتك ، والتمسك بالعهد دين ومكرمة ، و هذا ديدنك .. ( أنا في العشق قد عانقت عهدا ) ( وأ بقيت الرهان لديك عمرا ) فما النتيجة ؟

٣- ( خنت ) أمان روحي لدي عمدا .. وقصدا وكان ذلك عليك سهلا ..

٤- وأدميت الفؤاد ( بهجر ) نبض .. و( قتلت ) المهد في الأرواح زهدا .. 

والنتيجة ( هجر ، وخيانة ، وقتل للمشاعر ، وجحود وزهد في العلاقة المقدسة،لقد ماتت الروحوالمؤانسة. 

-ثم تخاطبنا الشاعرة في البيت الخامس عن حبيبها عاشق الوشاية وتبين موقفه إنه: ٥ - ما عاتب نفسه وما لام الهوى حيث التقي في قلب الشاعرة ، ولكنه لام الأشواق غمدا ، وكأن الأشواق سيف يلام ويوضع في الغمد ، ويجوز أن نسقط هذا الموقف على الشاعرة نفسها بذاتها فهى التى لم تلم الهوى حيث التقاه قلبها ،(ولكن ) للاستدراك  ، فستدرك وتلوم الأشواق غمدا ؛ وهذا بسبب عدم تشكيل الضمير ( التاء ) أهو للمتكلم في قولها ( لمت ) هل تقصد الشاعرة نفسها فيكون مبنيا على الضم .. أم هو للمخاطب وتقصد به حبيبها عاشق الوشاية ، فيكون مبنيا على الفتح ..

-ويجيء البيت السادس موضحا كل الأمور وفاصلا البداية عن المضمون بقولها ( هنا ) ٦- هنا رمت الأماني فيك يأسا ) وصلت الشاعرة لدرجة اليأس من هذا الحب الملعون الذي كان مقدسا .. وفقدت الشاعرة الثقة في الود والحب ( فلا حبي أثار إليك ودا ) .... ياليت الشاعرة استبدلت بكلمة ( يأسا ) كلمة ( بأسا ) ومعناها حربا وقوة،( وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ .. ) آية رقم ( ٢٥ ) من سورة الحديد. واستبدلت بكلمة ( أثار ) كلمة ( أغار ) وأشعلتها حربا  تناسب تلك ( الوشاية ) وما أنكرته الشاعرة من ( كلام ) في البيت الثاني بدل  الوصول لمرحلة اليأس هذه ( وأنكرت الكلام .. وقلت مهلا ).

- ويأتي البيت السابع ٧- تخبرنا الشاعرة عن موقف حبيبها و تلومه ؛ لأنه قبل بكلام وبقول من يرمي بجمر ( وهنا تتضح الوشاية ويتضح الكلام وأساس المشكلة بينها وبين حبيبها) : إنه قبل وصدق كلاما مثل الجمر الملتهب ، والنار الحارقة ، وبعض الكلام كنار السموم السوداء ، وتحبك الوشاية بأن الشاعرة لا يهمها الأمر ، كعروس النيل حين تحتفي وتحتفل وتصطاف في ماء اليم ( البحر ) ، وتلعب بالزهور ولا يهمها شىء.. فما أجمل الماء المخلوط بالورد في هذا الاحتفاء !! 

 تلك هي الوشاية، وهذا هو المحك ، فنراها ونسمعها تقول : ( قبلت بقول من يرمي بجمر ** بأني أحتفي في اليم وردا ) ..  وياليت الشاعرة استبدلت بكلمة ( بقول ) كلمة (بهول) ؛ لتتناسب مع (رمي الجمر )، والشدة في اتخاذ الموقف ، ويمكن الدفاع عن الشاعرة أنها تسرد ( أحداث الوشاية )، والوشاية كلام وليست أفعالا .. والجدير بالذكر هنا علينا أن نبين أن من خصائص أسلوب الشاعرة تأثرها بالقرآن الكريم في قوله تعالى : ( إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ ) آية رقم (32) من سورة المرسلات .فمن يرمي بالجمر ويوقع بين المحبين من الناس ، ويسعى بالوقيعة، وبالنميمة غير الكذاب الأشر ؟؟ ومصيره إلى النار يرمى ويقذف فيها ، وتبين الشاعرة موقفها في البيت الثامن باستخدام ثلاثة أفعال مضارعة دفعة واحدة ( أخل - ترويه - تروم ) فتقول : 

٨- إنها تخل الروح وتروي القلوب ، وتروم تجنيا في محبوبها وتصد وترد كل ما قيل بهتانا عنه. وتشرح لنا وتتساءل وتستفهم  مستخدمة ( كاف التشبية ، وهمزة الاستفهام ) في البيت التاسع عن تظاهره بالغناء وعطر الزهور كالربيع ، فتقول مخاطبة إياه -( حبيبها العنيد المتظاهر بالندية والخصومة ) - وكأن شيئا لا يجرحه ولا يؤلمه :

 ٩- ( أتشدو كالربيع بعطر زهر .. وتبدو يا خليل القلب ندا ).

 وجدير بالذكر أن كلمة ( زهر ) بعد( عطر ) في قولها ( عطر زهر ) باستخدام الإضافة لم تضف جديدا .. فمن المعلوم جيدا أن العطر من الزهور .. وبما أن الشعر لغة التكثيف والمجاز ، وكل كلمة لابد أن تؤدي دورا في القصيدة .. فكان يمكن للشاعرة استبدال كلمة (زهر) بكلمة ( قدس ) مثلا للطهر والمباركة أو بكلمة ( فجر ) لتناسب الربيع والعطر والندى .. أو أى كلمة أخرى  تريدها الشاعرة وتناسب صفات حبيبها ، وتكون على وزن ( فعلن ) .

١٠ - وفي البيت العاشر تؤكد على هذه الجروح باستخدام فعلي للماضي ( غدت - ظهرت ) إنها التصقت بالجلد ودخلت مسامات الجسد ، وصارت نبضا ووشما وهو لا ينطق ولا يتكلم وظهر بصورة ( العبد الأخرس الآبق ) صار عبدا في صمت الغرام ( جروح قد غدت في النبض وشما .. وفي صمت الغرام ظهرت عبدا ).

 ١١- وتكمل الشاعرة في البيت الحادي عشر مستخدمة النفي للدلالة على قوتها وصلابتها ، وليس فخرا إنما ردة فعل طبيعية على ما فعله المحبوب الغاشم بها ..بأن الهجر والبعاد لا يزريها .. وغدر أحبتها - جمع تكسير للعاقل - ( ومن بينهم حبيبها ) للروح بردا وسلاما، وليس حرقة وندامة ( فلا بالهجر يزريني بعاد وغدر أحبتي للروح بردا ) ، وجدير بالذكر أن الشاعرة موفقة جدا في استخدام كلمة ( يزريني ) التى من معانيها ( الاحتقار وهو ضد الافتخار ) ولم تستبدلها بكلمة ( يرزيني ) من الرزية والبلاء والكرب والشدة ،وجدير بالذكر أن الشاعرة متأثرة بالتراث والقرآن الكريم في هذا البيت .. فنسمع عنترة يقول في الفخر والفروسية ( خلقت من الحديد أشد قلبا .. وقد بلي الحديد وما بليت ) ، ونسمع للقرآن يقول  : ( قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ) آية رقم (69) من سورة الأنبياء .وهذا كله يدل على سعة ثقافة واطلاع وغزارة علم الشاعرة فهي متخصصة في اللغة العربية .

١٢- وفي البيت الثاني عشر تستمر الشاعرة في وصف حالتها النفسية باستخدام أداة التوكيد ( قد ) التى تدخل على الأفعال ، وباستخدام أسلوب القصر للتخصيص ( بالتقديم والتأخير ) ، فقد بكت الحنايا ( حنايا قد بكت) حنايا نكرة لا يجوز الابتداء بها إلا لفائدة ( ولا يجوز الابتداء بالنكرة مالم تفد عند زيد نمرة ) .. ولقد بكت الحنايا ، واشتعلت الضلوع من نار الحب ، وتسائله بل وتطالبه أن يضع حدا في جوف الفؤاد ، ويوقف هذه الحرقة في القلب (حنايا قد بكت من نار حب أفي جوف الفؤاد وضعت حدا).

١٣ - وفي البيت الثالث عشر تقص الشاعرة حكايتها أنها جعلت محبوبها في حياتها كالرمز وأكثر ويشار إليه بالبنان مثل الطاووس يزهو بزهو المسك والعنبر ويسمو بأغلى أنواع العطر وجمال المنظر ؛ حتى صار حبيبها للأيام نجما ومجدا. نسمعها تقول : ( جعلتك في حياتي زهو عطر .. وكنت النجم للأيام مجدا ) .. وعلينا أن نستبين الآتي : أن الشاعرة جعلت حبيبها بمثابة زهو العطر .. والعطر سيفوح وينتشر ومن ثم ومن كثب سيتلاشى ، وأيضا علينا أن نستبين الآتي  : أن الشاعرة جعلت حبيبها بمثابة النجم اللامع والمجد للأيام .. والنجم في الصباح يأفل ويغيب ويخفت ضوؤه للناظر ويتلاشى مع (شمس الشاعرة ) .. وكذلك المجد مع الأيام لا مجد يدوم للأبد ؛ لأن الأيام دول بين الناس .

وجدير بالذكر إن إعراب كلمة ( مجدا ) منصوب على الحالية أو التمييز الملحوظ، وليس صحيحا إعرابها مبتدأ مرفوع ، والجر والمجرور ( للأيام ) خبر مقدم ؛ وذلك لسبب بسيط جدا وهو كل الشطر الثاني من هذا البيت وعجزه جملة واحدة معطوفة بالواو على صدره وعجزه الأول .. وهذا يحسب للشاعرة ودليل على تمكنها اللغوي ..

١٤- وباستخدام أسلوب الشرط بعناصره الثلاثة : ( الأداة وفعل الشرط و فعل جوابه) فكانت :

 1- الأداة ( إن) وهي للشك 2- فعل الشرط ماض ( أدميتني ) 3 - فعل جواب  الشرط ( آضنيت) ، فبدأت شاعرتنا بيتها كحقيقة فعلية واقعة وملموسة وتراها بأم عين رأسها فتقول : (فإن أدميتني آضنيت عمري ... ومن قهر الظلام صنعت قيدا ) وماذا يحدث إذا حدث هذا فعلا وأن ذلك الحبيب قد عذبه وأضناها وقيدها وقهرها ؟

 ما موقف الشاعرة منه ؟؟

 ١٥- سنجد البيت الخامس عشر هو من سيجيب عن هذا السؤال ستشكوه للقاضي بل للقضاة في محكمة الحب والغرام ، وستعلن مقاضاتها له ( شكوتك في الغرام إلى قضاة .. فكان الرد أني زدت بعدا ) .. وكانت النتيجة وحكم القاضى ، وحكم من بعده سلسلة من القضاة حتى بعد الاستئناف ، وكان حكمهم متوافقا مع ما أرادته الشاعرة ، قضت ألمحكمة بالإقصاء والإبعاد قضت بفض العلاقة بقتل هذا الحب الفاشل بالتفريق بينهما ..( وهذا ما تريده الشاعرة بدليل ما سيجىء في البيت السادس عشر.. وعلينا أن نعرف ونتفهم تسلسل الأحداث فقد كانت الشاعرة تقول في البيت الثالث عشر ( جعلتك في حياتي زهو عطر ) ولقد أوصلها هذا الحبيب الواشي ( الألعبان ) إلى مقاضاته في محكمة الحب والغرام ( شكوتك في الغرام إلى قضاة ) .

١٦ - ويأتي البيت السادس عشر كدليل دامغ على رفض الشاعرة لهذا الحب  وإقصاء  هذا الحبيب الفاشل أن الطيف أفضل منه .. والشاعرة كأي أنثى مهما كانت قوية ( كالمرأة الحديدية) سيصعب عليها نفسها ، وستلجأ للدموع ليس على الحبيب المعاند المجافى  ؛ ولكن تبكي رقة بحالها و رأفة برقيها، ورحمة بحالها ، تبكي لعزة نفسها ونراها ونسمعها تقول : ( سئمت هواك ما أسليت طيفا .. فهبت دمعتاى على سردا ) ،  وعلينا أن نلاحظ جملة ( هبت دمعت ) ، وگأنهما الريح ، وعلينا أن نلاحظ كلمة ( سئمت ) بعد كلمة ( شكوتك ) .. لقد وصلت الشاعرة لمرحلة الملل والسأم والزهق من تلك العلاقة ، و من ذاك الحب ، فيما عاد رباطا ( خيطا ) أو رابطا مقدسا ، وعلينا أن نلاحظ كلمة ( أسليت ) الموفقة فيها الشاعرة جدا فهي من ( اللهو والتسلية )؛ لأنها غير مضافة للقلب أو للوجد  ..  لم تقل الشاعرة ( أسليت قلبا ) أو ( أسليت وجدا ) ؛  أو أضافتها للوضع أو للطبع فلم تقل ( أسليت طبعا ) أو ( أسليت وضعا ) ( ولكن قالت : ( أسليت طيفا  ) .... وكأن الشاعرة ترد على مقولة (  يزريني ) التي في البيت الحادي عشر ( فلا الهجر يزريني بعاد ) بمعني يزدريني ، وعلينا أن نلاحظ أن الشاعرة لم تقل : ( أسلوت ) بالواو بدل الياء لكان معناها من السلوان والنسيان ، والمداراة فهي العاقلة الراشدة التى تنقل بالرشد عمرها بين الضلوع كما سيبنه البيت الأخير من القصيدة وبه تختم قصيدتها بحكمة وعقل رشيد سديد.  

١٧ - البيت السابع عشر والأخير في القصيدة تنهي الشاعرة قصيدتها بحكمة مركزة كما بدأت القصيدة بحكمة كي يتم الربط بين أول القصيدة وآخرها وتكون وحدة عضوية متكاملة من أول بيت لأخر بيت ، فنراها تقول : ( فما بين الضلوع نقشت عمري .. لأرجو في غرام النقش رشدا ) .

* الوحدة العضوية بالقصيدة. *

القصيدة مترابطة في لحمتها ، ومتماسكة في جودة سببها ، وسبكها ومتناسقة في غرضها الفني ( اللوم والعتاب ) من الشاعرة على هذا الحبيب المعاند الموشى به الدي أسميه ( الحبيب الأذن ) الذي يصدق كل ما يقال له ويتكبر ويتعجرف ويعاند وهو على خطأ، ويضيع من بين يديه أقرب مخلوقة في الكون لقلبه حبيبته .. وتضافرت فكرتها مع مضمونها ومغزاها مع نسيج العاطفة الحارة الملتهبة الجياشة فيما يعرف بوحدة الجو النفسي امتزاج العاطفة والوجدان بالفكر والشكل بالمضمون والقلب بالقالب .. ونستطيع أن نقسم القصيدة إلى ثلاثة أقسام كالتالي :

1- القسم الأول ( البداية ) أول ( 6 ) ستة أبيات تتحدث عن الحبيب والوشاية كبداية للقصيدة حتى كلمة ( هنا ) فيصل بين البداية والوسط ، ثم يأتي الجزء الثاني ( وسط القصيدة وحبكتها )  وحدوده من البيت السابع حتى الثالث عشر ، وفيه تتحدث الشاعرة عن نفسيتها ، وتكشف لنا ماذا حدث له ؟ وتشرح حالتها وكم كانت ترفع من قدر حبيبها ! ! حتى أوصلته للنجوم ، ثم يأتي الجزء الثالث والأهم والخطير وهو ( الخاتمة وجزء النهاية ) من البيت الرابع عشر حتى السابع وتتحدث فيه عن النتائج المرجوة والاحتمالات المنشودة ، وتوقع إهمال الحبيب لها  من قولها : ( فإن أدميني )  ؛ حتى نهابتها المتصدرة بالحكمة، ومن المعروف جيدا أن القصيدة العمودية الخليلية الأحيائية الكلاسيكية وحدتها ( هى البيت الواحد التام المعنى ) ؛ لكن شاعرتنا بمنتهى البراعة والروعة والذكاء كشاعر يافعة استطاعت أن توحد وتآلف بين أبياتها حتى صارت وحدة واحدة ،وجسما واحدا كالكائن الحي كل عضو في مكانه الصحيح يؤدي دوره المنوط به ( كجدلية كاملة) وحوار بين الشاعرة والشاعر اعتمدت فبه علي الوصف وأجادت في رسم صورة للحوار بينها وبين حبيبها بأخذ ورد وصد وكأننا في حوار قصصي، وفي ديلوج حقيقى.


* الموسيقا في القصيدة *

 ( وحدة الوزن والقافية )

أولا الموسيقا الخارجية الظاهرة الجلية :

 القصيدة ( 17 ) سبعة عشر بيتا كتبت ونسجت على منوال : 

١- الوزن : وزنها وبحرها الوافر ، ومفتاحه ( بحور الشاعر وافرها جميل .. مفاعلتن مفاعلتن فعولن )

بصورته المستخدمة والمستعملة التامة ،( عروضته مقطوفة فعولن //0/0 ) و( ضربه مقطوف فعولن//0/0 ) ، وعلة القطف : هى حذف السبب الخفيف ( /0 ) حركة سكون من نهاية التفعيلة ، وتسكين ما قبله ( مفاعل تن //0 //  /0 ) فتتحول إلى ( مفاعل ) وتسهيل للنطق تنطق ( فعولن //0/0 وتد مجموع //0 حركتان وسكون + سبب خفيف /0 حركة وسكون ) .

* وبعد تقطع كل أبيات القصيدة اتضح لنا أنه أصاب حشوها زحاف ( العصب ) ، و العصب هو: ( تسكين الخامس المتحرك من مفاعلتن  //0///0 فتحولت إلى ( مفاعيلن

 //0/0/0 ) لتهدئة رتم وسرعة التفعيلة ؛ لتناسب الحزن واللوعة والأسى واللوم والعتاب ؛ لأن عاطفة الحزن المخلوطة بالكبرياء عند الشاعرة جياشة في القصيدة تشبيها وتمثيلا وتواترا بتفعيلة  بحر الهزج (مفاعيلن//0/0/0). 

وجدير بالذكر أن شاعرتنا تنقر بالأصابع توقع بالقدمين معتمدة على حاستها الموسيقية، 

٢-  ( القافية ) :

  من المعلوم جيدا أن قافية بحر الوافر هي : ( عولن ) ؛ لأن تعريف القافية هي :  ( من أول متحرك قبل ساكنين من آخر البيت ) ..

 وحروفها كالتالي : (  عندا /0/0 - عهدا /0/0 - عمدا  /0/0 -  زهدا ،/0/0 - غمدا  /0/0 - ودا /0/0 - وردا ،/0/0 - ردا  /0/0-  ندا ،/0/0 - عبدا /0/0 - بردا  /0/ 0 ) -  حدا /0/0 - مجدا /0/0 -  قيدا /0/0 - بعدا /0/0 - سردا /0/0 - رشدا/0/0 ) ( ١٧) سبعة عشر كلمة في ( ١٧ ) سبعة عشر بيتا وتسمى هذه القافية ( المتواترة ) سميت ( متوترا ) لأنها كل لفظ قافية فصل بين ساكنيها حركة واحدة 

* روي القافية : هو الدال المطلقة وألف الإطلاق المبدلة من نون التوكيد ( وصل ) ، لأن العروض والضرب ( لا ينونان ) .

*  يوجد التصريع في أول بيت من القصيدة بين  كلمتي ( تبقى - عندا ) ؛ لأن التصريع : هو اتفاق أخر حرف في كلمتي العروض والضرب في البيت الأول من القصيدة فقط ، ولا يوجد تماثل بين الألف اللينة في كلمة ( يبقى ) والألف الدولة عن التنوين في كلمة ( عندا )

  * وكذلك وفرة الجناس من الموسيقا الظاهرة الجلية ومثال ( عمدا - غدا ) ، ( ودا - وردإ ) ( قتلت - قبلت ) ( تروم - تروي ) وغيرها الكثير والكثير سنعرج عليه في خصائص أسلوب الشاعرة ، وكل هذا يسمى الموسيقا الخارجية الجلية ... 

،* ( ثانيا الموسيقا الداخلية الخفية ) :

أما الموسيقا الداخلية الخفية نابعة من انسجام الكلمات وتنظيمها بصيغها الصرفية مثل ( يرمي بجمر - قهر الظلام - عطر زهر - زهو عطر - خليل القلب - بعاد - بعدا ... ) ومن تكرار كلمات معينة مثل ( غدر - لمت - عمر - الروح - الفؤاد - الغرام ) وتكرار (واو العطف) وتكرار (تاء الفاعل) وانسجام الحروف وتناغمها وتنظيمها بجوار بعضها يشبه ( النظم ) عند عبد القاهر الجرجاني.

* الأساليب في القصيدة *

 تنقسم الأساليب في القصيدة إلى قسمين :

 أولهما:1-الأساليب الخبرية

 والتي تفيد التوكيد والثبات والاستقرار والتحقيق كواقع وصدق فني معاش بانعكاس عاطفة جياشة ، ومنه على سبيل المثال وليس الحصر : ١- ( فما لمت الهوى حيث التقاني ) : أسلوب نفي التوكيد وأداة النفي ( ما )٢- ( فلا الهجر يزريني ) : أسلوب نقي للتوكيد أدائه ( لا ) والفاء استئنافية.

٣- ( فلا حبي أنار إليك ودا ) : أسلوب نفي للتوكيد وأداته ( لا ) والفاء استئنافية. ٤- ( أنا في العشق قد عانقت عهدا ) تعبير يدل على الافتخار بالنفس والذات ، ومتصدر بكلمة ( أنا ) ومؤكد ب( قد ) وهي أداة توكيد تدخل على الجمل الفعلية ...

٤- ( بأني احتفي في اليم وردا )  أسلوب مؤكد بأن ، والباء إلصاقية حرف جر.

* ثانيا : الأساليب الإنشائية 

 ومنها على سبيل المثال لا الحصر قول الشاعرة :

1- ( يا خليل القلب ) : أسلوب نداء  أداته ( يا ) وهي القريب والبعيد وهنا مستخدمة للقريب بغرض إظهار الحب والصحبة ، وكل نداء يعقبه طلب أمر أو  نهي أو إخبار .

2- ( أفي جوف الفؤاد وضعت حدا ؟؟ ) أسلوب استفهام أداته ( الهمزة ) وهو للنفي والتوكيد والتوبيخ الإنكاري، ويمكن أن يكون للاستفسار .

3- ( أتشدو كالربيع بعطر زهر ) أسلوب استفهام استنكاري للتهكم والسخرية ، ويجوز أن يكون للاستفسار .. وفيه الكاف للتشبيه التمثيلي ( حالة بحالة  منتزع من البيئة ) حيث شبهت الشاعرة حالة حبيبها بالعطر بحالة الربيع بالزهر.

ثالثا : الأساليب الخبرية الإنشائية :

 ومنها  1-  صدر البيت الأول الأول من القصيدة ( وشاية عاشق في القلب تبقى ) تعبير مجازي خبري لفظا إنشائي معنى يجري مجرى المثل والحكمة .ولقد تفوقت الشاعرة على نفسها فيه ...

2- صدر البيت الأخير من القصيدة ( بين الضلوع نقشت عمري ) أسلوب قصر فيه تقديم الظرف والمضاف إليه ( بين الضلوع ) على الجملة الفعلية ( نقشت عمري ) للتوكيد والتخصيص والأهمية ، وهو تعبير مجاز خبري لفظا إنشائي معنى يجري مجرى الحكمة والمثل ، ودل على قدرة الشاعرة وتفوقها .

* خصائص أسلوب الشاعرة

 ١- لقد استخدمت الشاعرة ( الجناس الناقص ) بكثرة ووفرة مفرطة مما دل على أن الشاعرة من مدرسة ( شعر الصنعة اللفظية )، ويمكن تصنيفها إنها من ( مدرسة عبيد الشعر ) ، ومن اتباع زهير بن أبي سلمى ، وابن المعتز ، وأبي تمام ) الذين يزخرفون كلماتهم وينقشونها ويجودونها ولا يتركونها للطبع والسليقة، فالكلمات عندهم شذرات تحلق في السماء ، ونجوم تلمع حتى تتلألأ فلا تخفت أو تبهت.

والجناس الناقص هو : تشابه الكلمتين في الحروف واختلافهما في المعنى .. ومثاله كالتالي  :

( عمدا - غمدا ) ، ( ودا - وردا ) ،(  ندا - عبدا ) ،( عمدا - عندا ) ،( مجدا - ودا ) ، ( ندا - عندا ) ،( عندا - عبدا ) ،( مجد - حدا ) ، ( أخل - خليل ) ،( عهدا - بعدا ) ،( بعدا - عبدا ) ،( ردا - وردا ) ،( سردا - عبدا ) ،( الظلام - الأيام ) ، ( أدمنت - آضنيت ) ،( تروم - تروي)، ( قهر - قيد )، (لمت -  رمت )، ( لمت - قلت ) ،( رمت - صمت) ، ( خنت - هنت) ، ( غدر - غدت ) ، ( صنعت - وضعت ) ، ( قتلت - قبلت ) ،( تشدو - تبدو ) ، ( عمرا - عمدا ) ، (عمدا - بعدا) ،( وردا - ردا) ، ( زهدا  - عهدا) ،( عمدا - بعدا ) قرابة ( 30) ثلاثون جناسا في القصيدة ، لأن حروف القافية جيدة ومتقاربة ، ومع ذلك الصنعة لم تجر على العاطفة ، ولم تقتلها أو تغطي عليها أو تطغى، 

و كل هذا يحسب للشاعرة .

٢-استخدام الشاعرة لظاهرة التكرار ( تكرار كلمات معينة في القصيدة ) ، وقيمة التكرار هي التوكيد حالة العشق والحب والغرام ومثال ذلك : ، (عمر) مرتين ( فلا) مرتين ، (الروح) ثلاث مرات ، ( لمت) ثلاث مرات ، (الغرام) ثلاث مرات ، (عمر )  ثلاث مرات ، ( القلب ) ثلاث مرات ، التوكيد (بقد ) أربع مرات ، التوكيد بالنفي أربع مرات ، التوكيد بالفاء ثمان مرات ، حروف الجر في القصيدة ثمانية عشر مرة منها استخدام حرف الجر في عشر مرات ، والباء مرتين . وتكرار ( واو العطف) التي تدل على طول ونفس الدفقة الشعورية عند الشاعرة  وكثرة العطاء (عشر مرات )

٣-  كثرة استخدام الضمير ( تاء المتكلم والمخاطب ) مما يدل على الثنائية الجدلية بينهما ، وهذا من تأثير ( القص والسرد ) لوقائع الواقع ويوحي بأن الشاعرة قاصةبفطرتها .

٤- التأثر بأسلوب القرآن الكريم واختيار ألفاظ ذات دلالة معجمية تراثية قوية  مثل ( يزريني - وشاية - حنايا - المهد - رمت - أصنيت ).. 

٥ - استخدام الشاعرة لظاهرة المفرد والجمع مثل ( الأرواح - روحي ) التوكيد ( بأن ) والشك (  بإن )....

 ٦-  استخدام الشاعرة لظاهرة الترادف في المعنى بالعطف مثل : ( حنايا = ضلوع ) ، (  هجر = بعاد ) ، ( بعاد = بعدا ) ،( عشق = حب = الأشواق ) وغيرها..

٧- استخدام الشاعرة لعلاقات اللزوم في القصيدة مثل : ( نقشت ... في الضلوع ) ، ( حب ... ود غرام  .. خليل .. قلب صد ،، رد) ، ( عمر .. روح .. قلب .. نفس .. جوف .. فؤاد .. قلب )( ورد .. زهر .. عطر. .. ربيع ) ،( وشاية ... كلام .. أنكرت )

٨ - ابتكار الشاعرة لبعض التركيبات العملاقة المجازية غير المسبوقة مثل : ( قهر الظلام - قتلت المهد - آثار ودا - رمت الأماني - أمان  روحي - هجر نبض - عانقت عهدا  لمت في الأشواق ) ، وغيرها من الاستعارات والتشبيهات والتعبيرات الكبرى العملاقة ) ...

٩- استخدام الشاعرة للمقابلة بالتضاد بشقيه ( نوعيه السلبي والإيجابي )

- مثال التضاد السلي بالنفي : 

( فما لمت # لكن لمت ) 

- مثال التضاد الإيجابي :

 ( لديك # لدي ) ، ( خنت + عهدا ) ،

( فيك # على ) ، ( فيك # فيه )،( أنكرت # قلت ) ،( صمت # كلام ) ، ( أنكرت # كلام ) ، ( شكوتك #  آضنيت )

 ( الو شاية # أمان ) .. والتي تفيد توكيد وإبراز وتوثيق وترسيخ المعنى في صورة حسية ملموسة.

١٠ - ظاهرة التسلسل العقلي في ربط الأحداث وترتيبها منطقيا حتى نحصل منها على النتائج ومثال ذلك : ( أنكرت وقلت ) ، ( عانقت  وأبقيت ، فخنت وأدميت ، قتلت ومالمت).. وهكذا تمتعت الشاعرة بعشرة ميزات مجتمعة معا قلت وندرت أن تجتمع معا في شاعرة دفعة واحدة.. 

* ظاهرة الأفعال في القصيدة *

١-الأفعال المضارعة التى تفيد التجدد التتابع و الاستمرار واستحضار الصورة في الذهن هي :

( تبقى - يرمي - أحتفي - أخل - ترويه - تروم  - تشدو - تبدو -

 يزريني - أرنو ) عشرة (10) أفعال.

٢-  الأفعال الماضية التي تفيد الثبات التوكيد والاستقرار هي : ( زاد - أنكرت - قبلت - عانقت - أبقيت - خنت -  أدمنت - قتلت - ما لمت - 

 لمت - رمت - التقاني - ولكن لمت - أثار - قبلت - غدت - ظهرت - وضعت - جعلتك - كنت - بكت - أدميتني- أضنيت - صنعت - سئمت - زدت - فكان - شكوتك - أسليت - نقشت)

  قرابة (30)  ثلاثون فعلا ماضي ضعف الأفعال الماضية مرتين ، ومعنى هذا أن ذلك الحب صار ماضي في ذاكرة طى النسيان وما عاد له وجود أو أثر في الحاضر الآني ، وأن الشاعرة تخلصت منه ..

.. وفي النهاية نستطيع أن نقول : إن الشاعرة حقا شاعرة راقية في أسلوبها وطريقة كتابتها ، وطريقة صياغتها للجمل والعبارات  فهى شاعرة موهوبة ، ومتميزة ودارسة ومتخصصة في اللغة، فهنيئا لك نصك أيتها الشاعرة الراقية..

الجمعة، 11 سبتمبر 2020

أمطار الخريف/خالد الياسين

 امطار الخريف....


يـــا نـسـمـة بـمـسـائنا مــرت بـنـا

بــعـد الـسـنـين وكــثـرة الاسـفـار


مــن بـعـد رحـلتنا وبـعد جـلوسنا

فــــي انــتـظـار الــزائـر الـمـغـوار


مـن بـين انـسام الـصباح عـبيرها

فــيـه الاريـــج ونــضـرة الأزهــار


فـنـهضت مـبـهورا بـهـا وبـحسنها

والــــروح تـهـفـو لـلـقـاء الــنـاري


قـــد انـعـشـتني لـحـظـة بـعـليلعا

حــتـى غـــدوت بـامـرها مـحـتار


ووقــفـت ارقـبـهـا لاعـلـم حـالـها

واعــالــج الــوسـواس والأفــكـار


فـرايـتـها تـمـضي ولا تــدري بـنـا

بـــبــراءة لــتــواصـل الــمــشـوار


ورايت روحي قد اشاحت وجهها

وتـــعــود خــائــبـة بــــلا اثــمــار


خـــالـــد الــيــاسـيـن حــمــارشـه


بدايات/معروف صلاح أحمد

 معروف صلاح أحمد

شاعر الفردوس يكتب:

       ( بدايات)

........................................

            بدايات

 ارتباكات البدايات تطوي خلايا الروح وتبوح بنقاء السريرة وصفاء الضمير


خلجات النفوس طنين 

في وجدان الذات تفوح بألا نفارق شهد النمارق وأروقة العبير 


حنايا فؤاد القلب متمسمرة ومتسمرة  ومنزوعة في الضلوع تلوح للخافقين في الأفق الجروح تسافر في حضن الغمام تحط الرحل للسفير


 تراتيل الشمس وغمغمات القمر وتسابيح النجوم صلاة مطر وحمامات في الأفق تزوم تروح بغسل ضباب الكون هديل ...

.....................................

معروف صلاح أحمد

شاعر الفردوس - القاهرة - مصر .


علكة/خديجة كنتاوي

 سيدتي..

يا من سكنتِ

ذاك البيت قبلي

اعذريني

لقد غضبت

و أنا أنحني

كي أطهَر المكان

وما كنتُ لأغضب

لو وجدت

خربشات أطفال

على الأبواب

على الحيطان

لنظفتها مبتسمة

و تصورت ضحكات

وخطوات تتعلم

العزف على الجدران

ماذا خسرتِ

لو تركت لي

نوتات موسيقى

مرمية على الأرض؟

لتخيلت في البيت

الذي سكنته قبلي

خيال قانون

أو قيثارة

أو كمان

لتخيلت بعض

أضغاث ألحان

لو تركت لي

بعض النباتات

 في احتضارها

لأحببتها و سقيتها

و أعطيتها بعض

الأمان

أو رسمة خرقاء

أو قلبا منقسما

أو ذيل حيتان

لتخيلتك 

حورية بحر

حزينة

تذرف دمعا

على الشطآن

أو بعض 

وصفات الطبخ

و أوراقا

تتعلمين فيها

صنع أثواب

للعرائس

من الساتان

لتخيلتك ضاحكة

تصنعين

لأطفالك من الثوب

فرحا و كِيان

لو تركت لي

بقايا ستارة

غطاها الدخان

لتخيلت كم أعددت

من الطعام

كم أطعمت 

من جائع

كم سقيت

من عطشان

أو بقايا رسائل

حنين

أو صور محروقة

لتخيلت

كم أحببت

كم اشتقت

كم بكيت

و كم خبأت

من أحزان

لو وجدتُ

باقة ورد منسية

في أحد الأركان

أو قطك الأليف

أو بعض النمل

و أزرار القمصان

لتخيلت كيف كنتِ

في البيت

الذي سكنته قبلي

لكنني غضبت

فاعذريني

سيدتي

أنت صفعت خيالي

حين وجدت

على الأرضية

في كل ركن

قطعة ممضوغة

مرمية

من العلكة

كيف لخيالي

أن ينسج قصة عنك

يا أم اللبان؟

و اعذريني

مرة أخرى

يغضبني

حين أنحني

ألا ألتقط بقايا

ورد

أوراق

حنين

أو ألحان

لم أر من قبل

امرأة تشتاق

تفرح

تحزن

و تحيا

بقطعة..لبان!!!


خديجة كنتاوي

علكة


أنا وليلى/ماهر مشوح

 أنا..وليلى


سفينةٌ تهتُ أبغي درب أشرعتي.

حتى لمحتُ بلحظ الريم مرساتي..


أنا المسافر في عينيكِ راحلتي..

أرجو الوصول إلى شطآن مولاتي..


أمضِ كطفل شريدٍ ماله املٌ

من الفراق تصيح اليوم أناتي..


أنا المتيم فيكِ الحرف أنسجهُ..

يالوحة رُسمت تروي..حكاياتي..


ها قد أضعت سنيناً مالها ..عدداً

ما بين وصل يعيد الروح في ذاتي..


وبين هجر ٌ يدقُّ القلب خنجره..

فيسكن الحزن والأهات ..جناتي


أنا المكبل يادنياي..بلا أملٍ..

اليأس والحزن والأوهام ..مآساتي..


 /ماهر مشوّح/


رافقيني/الاصيل أحمد جغبير

 رافقيني

:

سَيِّدَتي 

في عالم النِسيان المَنشود 

في سِحرٍ 

في شَقاءٍ

في عَرَبَةِ الأحلام الوَردِيَة 

سَنُشعِل ناراً بذاك الأفُق 

ونَتَلَحَف نَجَمات السماء 

وعلى أوتارِ الغروب

نوقِد أمواج لَيلَة الوعود 

نَكتَسي الحنين بهامات أعيُننا 

بِكُل عبقٍ 

نَتَراشَق تِلكَ النَظَرات 

ونَرسُم عَلى رِمالِنا 

نَقشُ حِناء تَلَعثُمِنا 

نَضحَك نَبتَسِم نُغَني 

أُغنِيَةً نُطارِب بِها 

نَسَمات عِشق الوُجود 

وألسِنَةَ النار تُشعِل أجوافُنا 

لِتُحَرِكَ الظِلال 

وتَستَجدِي الأفئِدَة 

بِإِحراق ما تَلحَفَ مِنا 

مِن حُروف الغَرام 

لِنوقِدَ دَفيئَةَ التَمَني 

وَجُملود اللّثام 

لِتَخرُج حِكايةٌ 

نَحن بِها 

أسرار الوَردَة الحَمراء 

مُعلنةً إرتِواءَ الجَمال

وألفُ ياء التَمَني

:

#الأصيل_احمد_جغبير 

:


هناك/د.عقيل الفتلي

 ♡ هناك 


مادمتِ هناك 

قرب الجبل 

يشير اليكِ البرق 

بحنق 

ومادمتِ تتنفسين هواءً


مرطب بعبق النسرين 

فلا تدعيني استلقي 

وحدي مهموما 

خذني إليكِ 

اللعنة على وحوش الوحدة

وكوابيس الليل

الأربعاء، 9 سبتمبر 2020

تراتيل حرف/نجلاء جميل

 



** تراتيل حرف  ** 


عنكَ النّجوم إذا غابت محاسنها

نور علينا زها باليمنِ والبِشْرِ


نحنُ الثريا وذاك الضوء هامتنا

بالعزِّ يزدانُ منا منبرُ البدرِ


يا من تطوفُ بنا بالجهل نظرته

يخفى شعاعُ الضحى في الأعينِ القُصرِ


أهوى القوافي وفي محرابها أبدا

أرتل الحرفَ شعرا مترفَ الفِكرِ 


الضاد قد أشرقت أوزان نرجسه

وكلّلت همسهُ المنظوم بالعطرِ


منهُ العذوبةُ روحي فيه قد مزجت

وعزفه فاتنٌ قد ذاب من ثغري


إن غابت الشمس في ليلٍ فقد حضرت

عندي تغنِّي الضُّحى في مطلع الشعرِ


يا بن الكرام انهل حرف قافيتي

ألوان ألفاظها نظمٌ مع الفخر


معزوفة أينما حطّت قصائدنا

أبياتها نغمةٌ في غاية السِّحرِ

_____

# نجلاء جميل #

فلسطين

هاشمية المحيا/ نجلاء جميل

 Jemana Almareabi


** هاشمية المُحيا **

_________

إن كان جرحٌ ..

قد أصاب أضلعي 

فكم من فصول قد رثت نسائمها 

نحن النواصي وفي الأعالي  مسمعنا 

نُحيي الروابي بغيث ، 

ونرويها بالأدمع

الحسن لنا سِمة 

نستقي الحق دينا 

لانخشى نيل  المصرعِ  

يا من خانتك حروف الكلم وصفا

فإنّي ابنة القضية 

تتهادى بها الأقمار

 وتغنى عن الذكر

إن عاث الوضيع  بمكر .. 

جهل الفؤاد مابه  ، 

والفِكر  أضحى به عللٌ

لن  يعلوه شأنٌ وقد تلاشى

 كغبار أعماه زللُ 

مزن  أينما حطّ  طيفنا 

ننثر طهرا 

يفوح شذاه كالعطر

 نترفع  عن صِغْرٍ ليس شيمتنا

بكفّنا تتسابق مكارم المطر

جفن المآقي ، 

 شموخ العزّ طلعتنا

معزوفة ..

قد بدا للكون عذبها بأهازيج النصر 

نحن البدور  وإن  غاب مطلعها 

كغزو النوارس لشطآنها نَصُلُ  

للحُرّ شمسٌ غدت رؤياها

 تعشق  محياه بلا فخر

يا بن المكارم تمهل ..

فأسواري شائكة ،

 عند أعتابي  ترجّل  

ارفع يمينك تحية  ، 

وأقرئ عليّ السلام

علّك من ثورتي تنجو ..

     وبروحك ترحل 

عصماء .. وابنة هاشم 

أصولي عريقة ، 

تناغيها أكف الأنجم 

تغازلها شمس الربيع 

وعنها..  لا تأفل

_____________

# نجلاء جميل #

فلسطين


حب في موطني/نجلاء جميل




** حبٌ في موطني ** 

_____________

حاورته ودمع القلب ينهمر 

قال : سألتكِ بالجوار والروح الأجملِ 

أَ كُلُّ جوارحك لي .. وكل فؤادكِ لي ؟

قالت: لِمَ السؤال يا هذا ؟!

ذنباً ارتكبت ، 

فموطني في فؤادي هو العشق الأول 

قال .. أفيه جمال كجمال قلبي .. 

أم أنّ فيه طِيبي وتعطري ؟

قالت .. لولا أنك بعض ربيعه 

ما كنتُ بين الضلوع أنزلتك ، 

وما كنتَ لحبي  كالنسيم الأمثلِ ..

أحببتُ فيكَ الشموخ 

لأنه مستمدٌ من جبال القدس ودمعه الأَسْبلِ

قال .. يا رفيقة القلب .. 

  قد أوفيتِ حق بلادك 

فهل فيها ثورتي وتَرفّعي المتدللِ؟

لمعت عيناها باسمةً.. 

وهمست بين حناياه ونبضه المتجلجلِ

أَ نسيتَ غزة وثورة بحرها المُزلزلِ ؟!

هذا النقاء وهذا الدلال وهذا البهاء 

وجمال عزتك اختلَسْتَه

 لمّا احتضنتَ موجه المُرتّلِ 

يا عزيزة الفؤاد ..

 وأين لدفء عذوبتي في كانون  وجدتِ ؟

ردّت بنبض ربوعها .. 

نيسان بين شواطئ بلادي أعذب من أي مدفأ

تمتم بين زفراته عاتبا .. 

أتقسين بكل هذا يا حبيبتي .. ألا ترحمين عاشقا ؟!.

أومأت بروحها .. رحمتُ ..

 لو لم تسأل وتقارن بالحب الأولِ 

وطني أسكنته بين الثنايا 

وأَحبّ إليّ من كل حبيب ومنزلِ 

والشمس لا بد لها وأن تعزف لحن الخلود 

ولا بدّ لسمائه أن تنسج شعاع الأمل 

وتفك القيود  ،ونئد الظلام بسهم المِنجلِ 

ويذوب لظى الليل طوعا

والفجر يفديه قربان الحب المُبجّلِ

دندن على وتر الشموع الباكية بصدى غارق قائلا ..

 أ غضبتِ يا فراشتي ؟ 

لا ... أنا لستُ بغاضبة 

إنما بكى القلب 

والجفن أضحى بالدماء المُسربلِ

قال .. محبوبتي .. 

خذيني إليكِ وسامحي 

هاكَ قلبي قد أضناه البعد فأقبلي 

فأنا عشقتُ مثلكِ موطني 

وما أنا سوى أخٍ لزهر القدس 

وخليل الرحمن وجبال الكرملِ 

## نجلاء جميل ##

فلسطين


ليوث الحمى/نجلاء جميل

 


**  ليوث الحمى  ** 

_________ 

نحن الليوثُ إذا اهتزّت مخالبُنا

نُعلي  السّنانَ .. لهيب النّارِ مِدرارا


تخشى الرياحُ بأن تلقى مراكبنا

نفدي حِمانا وحوض القاني أنهارا


ُعُدنا بعزّ وقد ثارت  حناجرنا

اللّه أكبَر جاء الوعد أقدارا


والصّخر من خِدره قد يبسق النّور

يبدو كبدر الدجى يَشقّ أغمارا


نحنُ فِخارُ الورى  جئنا بمعضلة

أنّا حماةٌ وقد قدناهُ أحرارا


إنْ ران قرحٌ على عين النُّهى  وَهِنوا

خضنا الوغى لا نهابُ فيه مِضمارا


لملم  جراح الأسى في الأرض مبتسما

وانْشد لها عزّةً .. صحباً وأبرارا


نحن العِظامُ لنا الأشعار راسخةً

وَاسأل دهوراً مضت عنّا وأسفارا

..........

# نجلاء جميل #

فلسطين


حياتنا كسفينة/أحمد دهب

 بقلمي ⁦✍️⁩ أحمد دهب


حياتنا كالسفينة 

........................


حياتنا هذه كالسفينة 

بلا قبطان تسير بمفردها لا نعلم إلى أين تذهب بنا 

ربما الهلاك والضياع وربما إلى طوق النجاة والصلاح 

فقط هي تسري في بحر الظلمات والنور 

نجلس على متن السفينة ما بين الصمت والحيرة 

وأسماك في القاع طيبة وشريرة هل جاءوا لصواب إتجاهنا أم للضلال 

أمامنا جبال وخلفنا شلال 

يا سفينة ننادي بنية صافية 

أن ترسوا بنا إلى بر الأمان

حتى تعود في قلوبنا العطف والحنان

__________________

بقلمي ⁦✍️⁩ أحمد دهب


عروس الدم/ غادة أحمد

  عروس الدّم


بعد أن أنهت عفاف تجهيزات البيت الجَّديد ..

استكملت شِراء ملابسها ; والأهم  فستان زفافها ..

جلست.. شاحبة الرّوح باردة الأوصال !! تنظر لأهلها المُنبهرين بجمال مشترياتها وغلاء ثمنها ..!

وتسمع بعض مفردات تعيدها من الشّتات ..

ماأجمل هذه التّنورة سَتبدين رائعة !! ستحسدك كل الصَّديقات ..

ليت لي حظ مثلك في رجلٍ غني كسالم .

ثم عادت الأم والأخوات للتهلل .. والتّعبير عن عيش ابنتهم الرغيد ..في المستقبل القريب جدا . 

ولكثرة الوصف ،والثرثرة نشفت حلوقهن ..

فذهبت الخادمة.. لتُسعِف الأم وتُبرد لهيب جوفها الذي أشعلته أسعار الملابس وماركاتها !!

ولكن صرخات الخادمة ..أوقفت الدِّماء في عروقهن جميعا ؟؟

عفاف عروس غارقة بدماء الهروب من واقع قاتل ..

 هي فيه الآن !!؟؟

أخذت الأم تندب حضها ; وتصفع وجهها !..الذي غطته دماء العروس المسروقة من الحياة عُنوة !!؟؟

فطمع الأم والأخوات كان كافيا لفتح باب الموت ..

 الذي فضلته عفاف على حياة لاترى منها غير ملابس..! فالحب قُتل في قلبها ..عندما رفضت الأم الطامعة حبيبها الفقير.

ومافائدة النّدم ؟؟!! بعد أن نُوصل أبناءنا إلى غياهب العدم.


غادة الاحمد


القلب الحزين/زكية أبو شويش

 القلب الحزين__________________________البحر  : البسيط

إنِّي أُحاولُ إخفاءَ الَّذي صدما ___ قلباً تعلَّقَ بالأمالِ مُذ كتما

حُباًّ  يزلزلُ أركانَ الجوى ولهُ ___ صبرٌ كأيوبَ من حِبٍّ لهُ حَرِما

قد بانَ عودٌ لمحبوبٍ قضى شطراً ___من عمرِهِ في اغترابٍ ليسَ مُنتظما

والوصلُ أضحى قريباً من ذوى رحمٍ ___قد هيَّأوا عُرساً إذ سادَ مَن كرُما

والحبُّ  كانَ وما  زالت بوادرُهُ ___ تمضي بشوقٍ لمن يرعى لهُ سقما

......................

ماذا جنيتُ لأمضي في مراكبِهِ ___ واستقي حُلُماً قد أرَّقَ القلما

ضاقت رسائلنا من حزنِ من كتبوا ___ بكل شوقٍ يفوقُ الوصفَ إذ هَدما

ما كانَ مِن أملٍ يعلو  بصاحِبِهِ ___ حتَّى بدا من جنونِ العشقِ ما قَصما

يأتي على عجلٍ من كانَ مرتقباً___ حُسنَ اللقاءِ وما في الغيبِ قد حَسما

هذي الحوادثُ تنهي من لها عبروا ___ في البرِّ والبحرِ مع من كانَ منسجما

....................

ما كُلُّ ما قد جرى في القلبِ مُحتملاً ___ يُعمى العيونَ وما في الصَّدرِ قد  هَرِما

يا ربِّ مالي  وللأحزانِ إذ غلبت ___ كُلَّ المواجعِ في صمتٍ كمن  عُدِما

والخوفُ يبحرُ في جوفٍ لمن رحلوا___ عن كلِّ عرسٍ جرى لا يرتقي هرما

إن عشتُ لا أرتجي وصلاً بمن حُرِموا ___ حقَّ الحياةِ وما في الموتِ مَن رَحِما

صلَّى الإلهُ على من عاشَ في  رَحِمٍ ___ يرجو هدايتهم  والكفرَ  قد رَدَما

.....................

الثلاثاء 20 محرَّم 1442 ه

8 سبتمبر  2020  م

زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام

8

8


الأحد، 6 سبتمبر 2020

حجاج الليثي //سأنعي زمانا //

 سأنعي زمانا لا تجود مزونه

وأبكي حقودا لا يكف جنونه


وما كنت أبقى في مكان إذا غوى

ولا عدت أخشى أن يعود مجونه


سمعت بأن الحلم يرحل من غدي

فكيف يعود الليل تطغى شجونه


هراء كأن الأرض ألقت متاعها

خيالات فوق الجفن تغزو متونه


رأيت كأن العمر طيف مهاجر

غدا الخوف نايا لا تغيب لحونه


قرأت على متن الحواديت قصتي

فأغفلت ليلي أرقتني ظنونه


أنا عابد أتلو اهازيج معبدي

أنا سائح يبقى بأرضي غرونه


شربت مدام التيه والتيه محنتي

وصاحبت هما مزقتني شطونه


كأني شتاء قد نفته شموسه

فلست طليقا حاصرتني سجونه


تاهت على درب المحاذير عصمتي

فأبصرت وجهي ناشدتني هتونه


ويمكث وجدي عند همي معاتبا

يبوح لصمتي ما خفاه سكونه


أقمت صلاتي في رحاب مخاوفي

تراتيل عشق رافقتني هنونه


فويحي على الحساد ما يرحمونني

فقلبي لأولى أن تصان سنونه

                                                حجاج الليثي

،،،،،،،،،،،،


إيمان نشمي //بعد الوعود//

 بعد الوعود

كيف لي لا أحبك

بعدالوعود

وعدتك أن أنساك

فنساني الليل

تحت قنديله الضئيل

وعدتك ان لا أرجع

الى أحضانك

فوجدتني بين

يديك كالذليل 

قلت لي حبيبتي

لاتتركيني

ووعدتك أتركك

فكان وعدي

بمستحيل

أيقنت حينها

كان عزفي خيالا

كاذبا كأنه

حلم تجهم بطيف

الجناديل

بعد الوعود والحب

الأ زال يقينك

خلف سراب

من الاقاويل


بقلمي

ايمان النشمي


جمال الغوتي //فقير.. ولكني

 الشاعر جمال الغوتي(فقير..ولكني)

فقير وأمضي قدما

وكل الناس إلى ربها..تفتقر

فقير وأحيا عزيزا

في عالم قيمه..تحتضر

ومالي على الدهر كتاب

أعيبه..والعيب فينا ..ينحشر

والدمع يعصى أجفاني

جراحات سِنانٌ في قلبي تعتصر

فقير وأمضغ أشواكا

تستطيب قيصوما على أضراسي..تنكسر

فقير ومالي عداوة

وبعض من ترابي ..يحتقر

والله لي وكيلا

في من لا يكلني هما ولا..يعتبر

فقير وتراني صابرا

يخالوني منهزم وأنا..منتصر

وشمسي ضياء في الأفق

تسطع أجيالا على كتفي..تفتخر

والحديد يلينُ في معصمي

ينيرُ منارات على الأنجم..تزدهر

وما فقري بشيءٍ ولا الغنى يُغريني

كلا الصرعين صائرٌ إلى الزوال

فانٍ.....مغيب.....مندثر

أمره عند خالقه...ينحسر

فقير ولجّ شوقي

في جنة رضوان مأوايا 

عند ربي إن شاء الله....تنتصر.   بقلمي:جمال الغوتي(المغرب)


السبت، 5 سبتمبر 2020

أبو أيهم النابلسي

 🚣‍♂️           نافذة بدون جدار

                                                ابو أيهم النابلسي

    وكلما لمحتُ

    وجهي باسماً شكرته

    لأنه مازال قادراً على البسمة

    والحياة أوشكت

    أن تنتحر

    بالرغم من أظافر الرياح

    تعبث في سحنته

    تركض فيها خَبَباً

    تقطع دابر الحياة في مفاصلي

    وتحرق الشجر

    بالرغم من حنجرةٍ يابسةٍ

    تهتف للصديد   وتُكْثر العواء

    ومن غطرسة السجّان والمُخْبر والغفر


    خرجت .. وكل ما بحوزتي وجهي

    يتبعني صمتي .. وظلّي وصوري القديمه

    وتُهْتُ في مجاهل القضاء والقدر

    معلقا بالتيه والفراغ والنسان

    كسلّةٍ مملوءة بالنار والدخان

    وغيمة ممصوصة لا تحمل المطر


    اخذتُ أصبعي وبصمتي

    وأذني  ولهفتي 

    كي يعرفوا أنّي .. أنا

    الهارب من براثن المقلاة

    إلى رحابة الخطر

    أصبحت لا شيئا ولا معنى ولا هويّة

    أصبحت لا بصيرة  ولا بصر


    لكن ما فاجأني

    بأن الميّتين في بلادنا

    قد تركوا قبورهم  وطلبوا اللجوء

    والثواء في مقابر الكفار

    كي يشعروا بأنهم في موتهم  احرار

    فلا موعظة يابسة

    تنشب في سُباتهم مخالب الرهاب

    ولا مراسل الآخرة

    المشتعل العيون واليدين والثياب

    ولا عقليّةٍ اقسى

    من الحجر

                                        أبو أيهم النابلسي


خالد الياسين حمارشه


 الاقـــنـــعــــه


جــمــال الانــام الــتــي نـلـتـقـي

شـــراك بــهـا يـوقـعـون الـبـشـر


فـيـدنـو لـهـا مـعـجـب قـد فـتـن

بــلــبــس جـمـيـل يـزيـغ الـنـظـر


وعـطـر شـذى ريـحـه ســـاحـــــر

فــيــبــدو كـنـجـم بـأبـهـى صـور


تــدانــيـه قـد ابـهـرتـك الـقـشـور

ولا تــعـلـم الـخـافـي الـمـسـتـتـر


فــان كــان شــكــلا بــلا جــوهـر

فــكــلــمــه حــتــى لــه تـخـتـبـر


ومــن لـغـوه تـعـرف الـمـحـتـوى

وتــحــظــى بـراي بـه مـخـتـصـر


وعــامــلـه حـتـى يـزول الـقـنـاع

ويبـدو جـليـا كســـطـح الـقـمــر


شــــعــــــر


خـــالـــد الــيـاسـيـن حــمــارشـه

صقح الحياة

 مُتَسَلِّ صُقَحَ الحَياةِ .. كَكاهِلٍ يَحْمِل ضَرير

مُقطَّعَ الأوْصالِ نائِر .. والفُؤادُ بِلا سُرور

مُتَرَنِّحَ الخُطُواتِ ما .. بَيْنَ المَزالِقِ والصُّخور

كَمْ هالَنى شَبَحُ الظَّلامِ .. وَراعَنى صَمْتُ القُبور


آااااه

 آاااااهٍ


وبين فُصُولِ الْحَرْفِ ذِكْراكِ


تُقَيِّمُ دروبَ الْخَيْبَاتِ هِجاء


تناثَرتْ أوْراقُ الْخريفِ صداً


رمتكِ رياحُ اعْصَاري نسْياناً


استقامةُ الْوجْدِ هلَّلتْ شموخاً

      "" "" "" "" "

فَنِتَاجُ تَقْييمُ الدُّروبِ مَدِيح


وَحَصَادُ أوْرَاقُ الْخَريفِ كِسَاء


زَمَّلَتْ جَرَدَ الْبَوادي


لا رياحٌ قَدْ قَلَتْني


فاكْتُبُوا في ذا المساء


اسْتِقَامُ الْوَجْدِ طُوبى


فِيهِ جُلُّ الْكِبْرِياء


________ == (<بلال احميدة)


أوتار الصمت//للشاعرة نعيمة سارة الياقوت

 أوتار الصمت: كل الإقامات على أوتار الصمت وكل الشرفات ماَقي تنتظر طبول الفجر وأنا فيك يا وطني ألخص كذبات اليوم أجوب الأقطار  أغسل وجه المحار...