عروس الدّم
بعد أن أنهت عفاف تجهيزات البيت الجَّديد ..
استكملت شِراء ملابسها ; والأهم فستان زفافها ..
جلست.. شاحبة الرّوح باردة الأوصال !! تنظر لأهلها المُنبهرين بجمال مشترياتها وغلاء ثمنها ..!
وتسمع بعض مفردات تعيدها من الشّتات ..
ماأجمل هذه التّنورة سَتبدين رائعة !! ستحسدك كل الصَّديقات ..
ليت لي حظ مثلك في رجلٍ غني كسالم .
ثم عادت الأم والأخوات للتهلل .. والتّعبير عن عيش ابنتهم الرغيد ..في المستقبل القريب جدا .
ولكثرة الوصف ،والثرثرة نشفت حلوقهن ..
فذهبت الخادمة.. لتُسعِف الأم وتُبرد لهيب جوفها الذي أشعلته أسعار الملابس وماركاتها !!
ولكن صرخات الخادمة ..أوقفت الدِّماء في عروقهن جميعا ؟؟
عفاف عروس غارقة بدماء الهروب من واقع قاتل ..
هي فيه الآن !!؟؟
أخذت الأم تندب حضها ; وتصفع وجهها !..الذي غطته دماء العروس المسروقة من الحياة عُنوة !!؟؟
فطمع الأم والأخوات كان كافيا لفتح باب الموت ..
الذي فضلته عفاف على حياة لاترى منها غير ملابس..! فالحب قُتل في قلبها ..عندما رفضت الأم الطامعة حبيبها الفقير.
ومافائدة النّدم ؟؟!! بعد أن نُوصل أبناءنا إلى غياهب العدم.
غادة الاحمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق