الخميس، 17 سبتمبر 2020

خربشات نثرية/معروف صلاح أحمد

 من ديوان 

 خربشات نثرية

.......................

   ( الرسوم  )           

 لا نبقى على الأطلال

 ولا نبكي عليها أرطالا

من وخز صبابات انتحار

 لذكرى ضبابات حبيب بمنزل

 أو نقف ترهات لعرفان بمنظار

لم تعد الأطلال رسوما

 أو تتوهج ( للزوان ) أعطارا 

 لم يعد الخليل للخليل ولهانا

ولم يأسره عزف شجون المكان

ولا لحن السيف مردود

 في غمد أبطال الزمان قتال

 لا الشيح بالنعناع يعطر الشوفان

 ولا الشيخ حافظ ولا المريد يقظان   

   فالطلول لظى 

 وموت وعرعر وحرمان

 وأسلحة ودمار روبوت وجرزان

دون كتائب الرحمن شيطان

النمور والأسود قطعان

هنا شجيرة مقطوع عوارضها

ونخيلة قابعة مقصوص ضفائرها

في وسط خيمة الرفات

 لا جريد لها ولا صنوان

ماتت الأيائل والغزلان

صرنا بصيلة بين حواف السوااد

 وخطوط الرمال ردود ألوان 

في عيون المحال

الشطوط ما عادت تعرفنا

 ( كعيسى) بغواص وعوام

 وآثافة الأسافي ثالثة بلا أحجار

 فكيف تغزونا وتصليها النار ؟

الصوت رهيف وكئيب بين الأمطار

الصمتٌ رهيب وسخيف

 يقتلع كتل الأشجار 

يقتل ما بين التيار وذاك التيار

 لا يكتم أسرار سفين البان

 ريح الموت جديد هذا العام

 لا شعر ولا رسم ولا أنهار

 هجرتنا كل رموز الشمس

  في قيظ الأمصار

 ما عاد لنا جيران

كسر الألماس الجمان

 لم يتبق غير القهر

 وقهاوي قذى التجار

 وأذون خزانات السمسار

لا ركب ولا ريح ولا أستار

(لا موقد لا خيل ولا أخبار

رحل الركب ) عن العنوان

غاب النجم عن الأقمار

فزغ الجمع عن الثوار

فرغ الشهد عن الجمار

قرع الطبل نشيد الأحبار

(الشمس أجمل في بلادي

  من سواها ) 

 حين يرتحل الظلام

 هذا القتام كم قشعناه سويا

 بعهود ضجر وارتجال

 بفصوص نور واهتمام

 وكم قتلنا من الثعالب والذئاب       

 والبوم والحدأ والغربان  !!

 وكنا رجالا م زارنا امتهان

كم طهرنا نعيب الأرض من الديدان!!

 وزرعنا صنوف التبن بالتين والرمان 

 فانتهينا بمنفانا بين مقداد غيلان 

وانتشينا كغرباء وأفظاظ خلان

بين عيدان أغصان وأسنان أفنان

 هذا بكاء السماء نرفله بأحزان 

 فيهدنا صراخ عنقاء الأيامى

 كنسور ورخ وصقور وعقبان

 بزعزعة يقين وبهتان بستان

 وزحزحة ضمير وحط أركان

 وسدود أنهار وخلجان

 يهدهدنا أنين الثكالى كثعبان

 بتمزيق أثواب اليمام 

 وهدم قباب الحمام

 وهديل أسراب تيجان

 يرعبنا عويل القصارى

 يخجلنا نشيج الحيارى

 وبكارة نحيب الأطفال 

 وصراخ الأسارى ينادينا

كل عذاباتك يا وطني

ما صارت تؤلمني وتكفينا

لو عادت حفنة التراب للبيت

يحمحم حولها صهيل الخيل

برجرجة طهر وقرآن وإنسان.

.....................................

معروف صلاح أحمد 

شاعر الفردوس - القاهرة - مصر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أوتار الصمت//للشاعرة نعيمة سارة الياقوت

 أوتار الصمت: كل الإقامات على أوتار الصمت وكل الشرفات ماَقي تنتظر طبول الفجر وأنا فيك يا وطني ألخص كذبات اليوم أجوب الأقطار  أغسل وجه المحار...