الجمعة، 11 سبتمبر 2020

علكة/خديجة كنتاوي

 سيدتي..

يا من سكنتِ

ذاك البيت قبلي

اعذريني

لقد غضبت

و أنا أنحني

كي أطهَر المكان

وما كنتُ لأغضب

لو وجدت

خربشات أطفال

على الأبواب

على الحيطان

لنظفتها مبتسمة

و تصورت ضحكات

وخطوات تتعلم

العزف على الجدران

ماذا خسرتِ

لو تركت لي

نوتات موسيقى

مرمية على الأرض؟

لتخيلت في البيت

الذي سكنته قبلي

خيال قانون

أو قيثارة

أو كمان

لتخيلت بعض

أضغاث ألحان

لو تركت لي

بعض النباتات

 في احتضارها

لأحببتها و سقيتها

و أعطيتها بعض

الأمان

أو رسمة خرقاء

أو قلبا منقسما

أو ذيل حيتان

لتخيلتك 

حورية بحر

حزينة

تذرف دمعا

على الشطآن

أو بعض 

وصفات الطبخ

و أوراقا

تتعلمين فيها

صنع أثواب

للعرائس

من الساتان

لتخيلتك ضاحكة

تصنعين

لأطفالك من الثوب

فرحا و كِيان

لو تركت لي

بقايا ستارة

غطاها الدخان

لتخيلت كم أعددت

من الطعام

كم أطعمت 

من جائع

كم سقيت

من عطشان

أو بقايا رسائل

حنين

أو صور محروقة

لتخيلت

كم أحببت

كم اشتقت

كم بكيت

و كم خبأت

من أحزان

لو وجدتُ

باقة ورد منسية

في أحد الأركان

أو قطك الأليف

أو بعض النمل

و أزرار القمصان

لتخيلت كيف كنتِ

في البيت

الذي سكنته قبلي

لكنني غضبت

فاعذريني

سيدتي

أنت صفعت خيالي

حين وجدت

على الأرضية

في كل ركن

قطعة ممضوغة

مرمية

من العلكة

كيف لخيالي

أن ينسج قصة عنك

يا أم اللبان؟

و اعذريني

مرة أخرى

يغضبني

حين أنحني

ألا ألتقط بقايا

ورد

أوراق

حنين

أو ألحان

لم أر من قبل

امرأة تشتاق

تفرح

تحزن

و تحيا

بقطعة..لبان!!!


خديجة كنتاوي

علكة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أوتار الصمت//للشاعرة نعيمة سارة الياقوت

 أوتار الصمت: كل الإقامات على أوتار الصمت وكل الشرفات ماَقي تنتظر طبول الفجر وأنا فيك يا وطني ألخص كذبات اليوم أجوب الأقطار  أغسل وجه المحار...