السبت، 21 نوفمبر 2020

الوارفة /للشاعر معروف صلاح أحمد

 ( الوَارِفَة )


أيَّتُهَا الوَارِفَةُ فِي قَلْبِ النور 


أَيَّتُهَا الوَرْدَةُ النَّابِتَةُ الجَسُور


الوَاقِفَةُ بِالاِنْحِنَاءِ 


وَالنَّاشِئَةُ بِالانْتِمَاءِ 


الرَّابِحَةُ الشَّكُور


وَالذَّابلةُ بِخَرِيفِ الأِصْفِرَارِ الصَّبُور


لا تتركي العصفور


يتوه منك في الظلام


الظلم حرور


أَهَذا مَا تُرِيدِينَ مِنَ الحُضُورِ بِالحُبُور ؟؟


فَلِأَينَ يَذْهَبُ هَذَا الانثِنَاء 


أَفِي ذَهَبِ تُرْبَةِ الجَفَاءِ بِوَتَدِ الثَّنَاء 


أَمْ يُنْثَرُ هَبَاءً كَالغَرِينِ فِي جَوِّ السَّمَاء ؟؟  


مَاذَا تَصْنَعِينَ  بِهَذَا الغَبَاءِ فِي المَسَاء 


وَأنْتِ تَرْتَشِفَينَ سَوَادِ العَنَاء


 وَتَرْتَشِيقِينَ كَسَهْمٍ غَجَرِيٍّ مَسْمُومٍ بالرَّحِيق


أَتَمْتَصِّينَ دَمَ العُصْفُورِ الأَنِيق


 وَتَزْدَهِرِينَ بِاحْمِرَارِ الدِّمَاء 


وتزدَهِينَ بِالقتلِ دُونَ العَطَاء ؟؟


أَتنتشينَ بِالأَغْصَانِ وَتَمِيلينَ بِفُرُوعِ الانْحِدَار

 

فَتَمْلَئِينَ أُفًقَ البَرِيقِ بِالاخْضِرَار


 وَتَقْذِفِينَ الغَرِيقَ بِلَوْعَةِ التَّيَار؟؟


أَلَا تَخْشِينَ الانْتِظَارَ بَعْدَ الانْتِظَار


 فِي صُفُوفِ القَاطفينَ لِلجَمَالِ بِالمَدَار


 الرَّاحِلِينَ بِشَمِّ عَبِيرِ الغُبَار


 السَّاكِنِينَ بِالمَرَارِ وَالازْدِهَار


 وَالعَابثينَ بِالعِطْرِ الجَرَّارِ فِي الجِرَار


 وَالرَّاجِلِينَ بِقِنِّينَةِ الشَّذَى كَالأَطْفَال


مِنْ شَيبِ الأَمَانِي بِمِفْرَقِ جَبِينِ الزُّقَاق


إِنَّ هَذَا الاِحْمِرَارَ جَحِيمٌ لَا يُطَاق


 يَسْفِكُ رِيشَ البَيَاضِ ويقتلُ الرِّفَاق


 وَيَفْرِقُ  بِرِفْقٍ  رَوْعَةَ الرَّقِيق 


بِرُفْقَةِ الأَحْرَارِ وَيلْعَنُ الثُّوَّار


أَكانَ العُصْفُورُ مِنَ المرْتَشينَ الضَّالين 


أمْ أَنْتِ نَزَقًا بِدِقَةِ الآمنين


  تُرِشِّينَ المَاءَ بِالنَّار ؟؟


وإِذَا مِلْتِ لليمِينِ مَالَ القلبُ لِلشِّمَال


وَاليَسَارُ لَا تَزِينُ وَلَا تَلِينُ بِالنَّضَار


 وَلَا تَرِقُّ كَعَرُوسِ البِحَار


وَلَا تَدُومُ كَالأَنهَارِ فِي رَابِعَةِ النَّهَار


أَرَأَيتِ أَصَابِعَ العُصْفُورِ نَاشِبةً كَمَا الثُّعْبَان؟؟


أَرَأَيتِ المُنْقَارَ بِهِ الدِّيدَان ؟؟

 

 تَرْتَشِفُ كَسَحَائِمِ الغِرْبَان


تَأبَى النُّزُوعَ وَالطَّيَرَان


  وَالعينَانُ بَازِغَتَانِ بِالزَّوَغَانِ كَالقُرْصَان


تَهْتِكُ الذَّيْلَ بالذُّلِ بِالدَّوَرَان


أَمْ بِكِ مَسٌّ مِن الجُنُونِ يَا وَرْدَةَ الهَذَيَان


فَلِلَّهِ دُرُّكَ يَا وَطَنَ النِّسْيَان .

.............................

معروف صلاح أحمد

شاعر الفردوس - القاهرة - مصر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أوتار الصمت//للشاعرة نعيمة سارة الياقوت

 أوتار الصمت: كل الإقامات على أوتار الصمت وكل الشرفات ماَقي تنتظر طبول الفجر وأنا فيك يا وطني ألخص كذبات اليوم أجوب الأقطار  أغسل وجه المحار...