الخميس، 22 أكتوبر 2020

في غياب الأخلاق /للأديب محمد عزو حرفوس

 في غياب ( الأخلاق ). القصة الأولى.. الأمير الفاتح.

( بالأوّل قلّي شو بدّك تساوي فيه يا ابني؟ ). بنبرة مرتجفة يزدحم فيها الخوف و الألم والحنان.. سألت الأمّ السبعينية الموظّف أيوب بعد أن أمر بإحضار ولدها. 

أرملة غادرها زوجها من دار الفناء إلى دار العزّة والبقاء تاركاً خلفه زوجة وابنته البكر ( لم يمر قطار الزواج في محطتها ) وولد يحتضن الدنيا بعضلاته المفتولة ومنزل ( قضى جلّ حياته مع زوجته وابنته ليبنيه ويستر فيه عائلته ). وكالعادة الظالمة في مجتمعنا ( البيت للصبي حرام ) فقد قامت الأمّ والبنت بالتنازل عن حصصهم الإرثيّة ( للأمير الفاتح ) الذي يسكن منزلاً يملكه مكوّن من طابقين.

بعد التنازل طلب من أمه وأخته مغادرة المنزل بقصد تأجيره؟! 

إلى أين سيذهبون ولماذا؟! سؤال وجهه الموظّف أيوب إلى الأمير الفاتح بعد إحضاره.. كان جوابه ( يدبروا حالن مالي علاقة البيت بيتي وما في قانون يمنعني من إخراجهم  وتأجيره؟!) ( مثقف قانوني ). 

استطاع أيوب تأجيل الموضوع بعد أن تجاوز صلاحيّاته القانونيّة واستخدم صلاحياته الإنسانية.. 

ولكن إلى حين.

غادر أيوب مكان عمله نقلاً.

غادرت الأمّ الحياة قهرا.

غادرت الأخت المدينة قسراً. 

اِلتقاها أيوب صدفة بعد عدّة سنوات في مدينة أخرى تتسوّل في الشارع.. أخبرته أنّها عملت فترة خادمة في المنازل ولم تعد تجد عملاً ووضعها الصحي لا يسمح لها بالعمل.. وستبقى تتسوّل لقمة عيشها ودواءها حتى يأخذ  الله أمانته.

هكذا أجابت أيوب ولم تقبل أن تأخذ منه مالاً أبدأ.. (خيرك سابق يا خيي). 

غادرها مطرق الرأس. لاحقته بابتسامة ضائعة ودمعة يتيمة حتى تلاشى.

قبل أن أنسى.. فقد أصبح لدى الأمير الفاتح بناء من ثلاث طبقات.. ومستمر في البناء.. وسيصل السماء حكماً.

عمِّر فكم أنت معمِّر؟ فإنّك لن تخرق الأرض ولن تبلغ السماء طولا. 

ومازال الأمير الفاتح يحاضر بالفضيلة والأخلاق!.

نعم هذا بعض ما حدث في غياب الأخلاق. 

..لكم التعليق..

 .. محمد عزو حرفوش..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أوتار الصمت//للشاعرة نعيمة سارة الياقوت

 أوتار الصمت: كل الإقامات على أوتار الصمت وكل الشرفات ماَقي تنتظر طبول الفجر وأنا فيك يا وطني ألخص كذبات اليوم أجوب الأقطار  أغسل وجه المحار...